إعلامي اقتصادي
لا بد انك سألت نفسك أسئلة كثيرة حول الحظ، وهل أنت فعلا محظوظ أم منحوس؟ سأصطحبك إلى هذا العالم لكي تعرف الحقيقة بنفسك، حيث أعد أستاذ علم النفس بجامعة هارتفورد شاير البريطانية ريتشارد وايزمان دراسة لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال الذي حير البشرية، وشملت هذه الدراسة التي أعدها في تسعينيات القرن الماضي شريحة كبيرة من الأشخاص كان أصغرهم سنا يبلغ 18 عاما، وأكبرهم يبلغ 59 عاما وقد شملت الجنسين الذكور والإناث.
وقسم وايزمان هذه الشريحة التي اختارها إلى قسمين الأول يدعي انه منحوس أو لا يمتلك الكثير من الحظ، والقسم الآخر يدعي انه محظوظ، وأجرى وايزمان بعض الاختبارات، حيث دخل الى حياتهم الشخصية لكي يعرف ما يتمتعون به من صفات وما يسبب لهم تلك الظاهرة، وهل هي حقيقية، أم لا؟
وقد خلص وايزمان من هذه الدراسة الى انه لا يوجد حظ أو نحس! أو بمعنى آخر لا يوجد شخص منحوس أو محظوظ، فكلاهما يجلب لنفسه ما أراد لنفسه، سواء كان شرا أو خيرا، حيث يوضح وجهة نظره قائلا: كل منا لديه مغناطيس يوجهه إما للحظ أو للنحس، وهذا بالطبع مدفوع بشخصية الانسان، فبدراسة شخصية المنحوسين الذين أكدوا أن كل أسبوع لا بد أن تحدث لهم مصيبة والأمور بالنسبة لهم دائما ناقصة، وجد وايزمان انهم بالفعل كذلك بسبب تفكيرهم ونظرتهم للأشياء، إذ يتمتعون بالعصبية في حياتهم وينظرون فقط الى النواقص لا الكمال، حتى في قراءتهم للصحف يبحثون عن وظائف محددة ولا يلتفتون لوظائف أخرى وكذلك المشاكل وما يقال ضد الحكومة أو الاحزاب والفضائح، فهم غير منفتحين على العالم لذلك لا يتعرفون على أشياء جديدة أو أصدقاء جدد في مجالات مختلفة لكي ينموا ثقافة الانفتاح وهو ما يجعل افقهم ضيقا جدا.
أما المحظوظون فهم لا يمنعون أنفسهم من ملاحظة الأشياء في الحياة حتى تلك التي لم يتوقعوها وكانت عكسية عليهم يأخذونها على انها أمر طبيعي، ويصنعون الفرص ويرون أن هناك فرصا في كل شيء، والاهم من ذلك انهم يؤمنون بحدسهم والصوت الذي بداخلهم، وهو دائما ما يكون إيجابيا ويدفع الشخص الى التقدم وليس لأخذ الحيطة والحذر والدخول في حسابات لا داعي لها فهم مثابرون في مواجهة الفشل.
وفي نهاية الاختبار أعطى وايزمان وصفة للمتشائمين أصحاب الحظ العاثر لمدة شهر ووجد أن 80% منهم تغيرت حياته للأفضل وكانت الوصفة، هي: «غير تفكيرك ونظرتك للأمور تجلب الحظ لنفسك وتتغير حياتك».
* هذه لك: إذا كانت ثلاجتك بها طعام وخزانتك بها ملابس ولديك سرير تنام عليه وسقف فوق رأسك، فأنت أغنى من 75% من سكان الأرض، وفقا لإحصائية الأمم المتحدة، الخلاصة «افرح بما لديك».
[email protected]
ammarmarafi@