تعود الكثير منا منذ الصغر على استخدام المبررات وتعليق الفشل الشخصي على الظروف الخارجية او الاشخاص الآخرين، فمثلا عندما كنا صغارا وندرس في الخارج كان البعض منا يعلق اخفاقه في التعليم والدراسة على ان المدرس الذي يدرس له غير عربي وبالتالي يكره العرب والمسلمين! وجميعها للأسف اعذار استهلكناها بفن لنقدمها لأهلنا مبررين تعثرنا دراسيا، ولم ندرك ان ذلك بسبب السهر واللعب، ولم نعترف بشيء اسمه مسؤولية.
نعم، لم نتعلم تحمل المسؤولية في حياتنا ودائما نلقي اللوم على الآخرين عند المصيبة او الإخفاق، ولا شك انه ارث توارثناه عندما لقنا الأهل والمدرسين والمجتمع ان لا نتحمل المسؤولية، بل واعطينا مسميات اخرى مثل، «دلع» او «مسكين ما يدري» او «الشيطان ضحك عليه» او «عادات دخيلة علينا».
اما نحن فلا نخطئ ابدا بل اتوقع ان الملاك الذي يسجل الاخطاء لا عمل لديه في الكويت، فأول ما اقرأه او اسمعه عند حدوث اي مشكلة هو مقولة: «نحن لا نفعل ذلك بل العالم المتآمر علينا»، ولا اظن اننا سمعنا عن قيادي اعتذر او تحمل خطأ ما، او شرح للمستثمرين سبب الاخفاق او من سرق من الشركة ومدخرات المساهمين!؟
والبلدان الناجحة عندما تحل بهم مشكلة ما يناقشونها علنا ويعمل عليها خبراء متخصصون وأطباء للعلاج سواء كانت مشكلة اقتصادية او اجتماعية او سياسية او نفسية ويخرجون ويعتذرون واستقالات من اعلى منصب لأنهم اخفقوا.
ومن الاعذار المستهلكة حاليا، تراجع اسعار النفط فكل وزير يتحدث عن تراجع اسعار النفط ويرجع مشاكل وزراته الى هبوط النفط! فكم من الشركات الرديئة وما فيها من تلاعب وترجع سبب خسارتها تقول للعالم ان ذلك بسبب الحروب وتراجع النفط والربيع العربي! وقد يكون النفط سبب التراجع الاقتصادي ولكن ليس الرئيسي والارقام والفوائض تتكلم، لكن ما نحن بحاجه اليه هو تحمل المسؤولية وامتلاك عقول مرنة تعتذر ولا ترمم بل تبني للمستقبل.
هذه لك، احد رؤساء شركة hp العالمية، اختلس مبلغ 50 الف دولار والشرط الجزائي عند فصله يكلفهم اكثر من 20 مليون دولار، ولكنهم فصلوه من الشركة وقالوا ان المبدأ لا يتجزأ سواء كان المبلغ 50 دولارا او مليونا واستفادوا من هذه التجربة وبدؤوا بتدريسها في الادارة، فأين نحن من ذلك؟!
[email protected]
ammarmarafi@