في احدى المرات ذهبت لاشتري «توست» لأطعم مجموعة البط التي تتخذ من البحيرة مقابل سكني ايام الدراسة مكانا لها كل عصرية، وكنت انتظرها لكي اطعمها من الموجود عندي فذهبت الى المتجر القريب وسألته ان كان هناك توست أو خبز منتهية صلاحيته امس ولا يباع، فسألني لماذا فذكرت له السبب فرد علي بانه ممنوع جدا ان تعطي الحيوانات أشياء منتهية الصلاحية حتى وان كانت لا تضر.
تذكرت هذه القصة لأروي لكم عن حقوق المستهلك «البط» لديهم، اما حقوق المستهلك الإنسان فهي قصة اكبر واذكى بكثير. فالشركات الكبرى في هذه الدول التي تحترم الإنسان المستهلك، تنهض على تقديم جودة الخدمات للمستهلكين واحترام عقليتهم. وقياسا على ذلك اذا نظرنا الى تكلفة الأجهزة اللوحية الحديثة التي تنتجها شركة آبل على سبيل المثال، فلو تم صنعها بالكامل في الولايات المتحدة فسيشتريها المستهلكون بما يقارب 15 الف دولار ما يعادل 3 الاف دينار.
وحين رأت الشركة المصنعة ان هذه الأجهزة لن تكون متاحة للجميع وستكلف الكثير، وهناك امر مهم يعرفه أصحاب المتاجر، وهو ان المستهلك في تلك البلدان مستهلك ذكي جدا ويجب عليهم احترامه وتقديم الافضل له بسعر ملائم، لذلك قررت الشركات تجميع الأجهزة اللوحية في دول مختلفة حتى اصبح سعره يتراوح ما بين 100 او 200 دينار والان هو متاح حتى في البقالة.
وعلى النقيض في الكويت حيث لا يوجد احترام للمستهلك بصورة لائقة، فالشركات والمحلات تعتبره «مستهلك غير ذكي» ويدفع دون ان يسال، فعلى سبيل المثال هناك بعض المقاهي بالكويت ذات جودة تعتبر جيدة مقارنة ببعض البلدان العربية، ولكنها رفعت أسعار القهوة الاسبريسو بنسبة 37% بحجة ارتفاع أسعار النفط العالمية، ولك ان تتخيل المشروبات والمأكولات الأخرى ذات الهامش الربحي الكبير! وعلما بأن تكلفة كوب القهوة تقريبا 10 فلوس.
وعلى النقيض، اذهب الى دول الخليج او لبنان او أميركا فستجد ان الأسعار منخفضة فالقهوة الاسبريسو في أميركا بـ 600 فلس تقريبا، وكذلك لبنان ودبي ما يقارب 800 فلس، أي اقل من الكويت، والآن تراجعت أسعار النفط وبالتالي الاستيراد والتصدير والعملات في تراجع الا هنا لماذا؟! لانه لا يوجد احترام للمستهلك الذي سياتي رغما عن انفه ويدفع وأقل ما يستطيع صاحب المتجر قوله هو روح اشتكي أو لا تأتي.
وهناك في استراتيجيتهم التي درستها واختبرتها بنفسي هي ان الزبون اولا ويجب ان اكسب ولاءه خوفا من الذهاب الى مكان اخر وأخسره، لذلك تجد العروض باستمرار والتخفيضات مستمرة طوال العام والمنافسة شرسة من دون احتكار، ولكني الان فقدت الثقة بالمنتج الكويتي والكثير يشاطرني الرأي فالأسعار مبالغ بها وهامش الربح مبالغ به سواء بالجمعيات او المعارض التي ذهبت اليها حتى أقول وأنا مفتخر برافو ولكن وجدت ما لا يصدق وجدت قميصا مكتوبا عليه انا كويتي بمبلغ وقدره والصورة مطبوعة وليست بعمل اليد، ووجدت ايضا «معبوج» بـ 7 دنانير وحلويات ومطارة شاي بـ 5 دنانير رسمت عليها وردة تباع بـ 25 دينارا! فهل تصدقون ان هذه الأسعار طبيعية وبهامش ربح معقول؟!
[email protected]
ammarmarafi@