هكذا الدنيا صفحاتنا تطوى وأعمالنا ترفع ولن يبقى سوى العمل الصالح، «يتبع الميتَ ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله ويبقى عمله» هكذا علمنا الصادق المصدوق نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
آه يا بوسالم، ماذا أقول من أشياء تعلمها منك من خلق الصبر واليقين ومحبة الناس وصدق العلاقة بينك وبين أحبابك.
آه يا بوسالم، كم لدي من حزن على فراقك حينما كنت أجلس معك في ديوان أمان الكرام فأنت أب وصديق وأخ كبير لا أذكر يوما خلال زيارتي المتقطعة للديوان ان عاتبتي أو نهرتني أو صعب علي الكلام، تكلمني عن ماض جميل، عن عمي محمد بن حيدر بن عثمان، تكلمني وتصف كم المحبة والمودة بينكما.
آه يا بوسالم، في كل رمضان نفطر معا في ديوانك أمان العامر بحضور الأستاذ أسامة ابن حبيب الضاحية وحكيمها العم المرحوم عبدالرزاق أمان في الإفطار الرمضاني أجواء حميمية وأخلاق الرجال، نأكل بهدوء ونحمد الله بسكون ثم تقدمني لصلاة المغرب فنصلي جميعا مع من حضر، وكم كنت أغبطك وأنت تجلس تذكر الله وتدعو بكل خشوع.
آه يا بوسالم، كم أجد نفسي محترما ومقدرا في الديوان حينما أزوركم فتقوم فأخجل من نفسي لهذا التواضع الجم والراقي.
آه يا بوسالم، حينما نتحاور وأكون بالقرب منك فتحاورني عن أحوال أهل الحاجات من الأسر المتعففة فتساهم بكل هدوء وتترك التصرف لي طمعا بالأجر الوفير من رب كريم.
آه يا بوسالم، أخلاق الرجال وعمق الهدوء والسكينة حينما نناقش بعض المظاهر السلبية ولا أنسى عندما بالغ أحد الحضور في الديوان بأن هذه المظاهر عادية فما كان منك سوى ان كلمته بطريقة مباشرة ان الغلط غلط لو تزين برداء الفضلاء وان الإثم إثم حتى لو أفتى من أفتى، فالطريق واضح لا لبس فيه.
آه يا بوسالم، كم سنفتقدك، وعزاؤنا في ابنيك البارين سالم وطارق فهما تبارك ربي بنفس السمت الذي عرفناك به، نحسبهما كذلك والله حسيبهما.
آه يا بوسالم، لو تشاهد صديق دربك العم علي محمد الغانم عندما صافحناه في المقبرة فهو نعم الصديق لك، نعم الوفي لك، نعم السند بالدعاء لك هو وأبناؤه الكرام، حفظهم الله.
آه يا بوسالم، يفتقدك مسجد عبدالله بن أبي بكر بالضاحية ومسجد السهول فلك في كليهما موقع سجود وموقع يشهد لك بـــه الــله عز وجل يوم لا ينفع مال وبنون الا من أتى الله بقلب سليم.
وعهد خاص قطعته على نفسي من أحببته وعاشرته في الله عز وجل سوف أقدم لله شيئا بنية الخير له، والآن عدد من له عهد عندي أربعة وأنت رابعهم.
نقول وداعا بوسالم، عبداللطيف سالم عبدالرزاق، ونلتقي عند رب رحيم غافر الذنب سبحانه.
[email protected]