تجاوبا مع مقال استاذنا يوسف عبدالرحمن ومقاله الواضح والصريح والذي كتبه في أوائل عام ٢٠٢٠ أجد نفسي متفاعلا مع الموضوع بشكل عاطفي وعقلاني بنفس الوقت.
لهذا أقول لأستاذنا الكبير يوسف عبدالرحمن الأمور او النقاط التالية:
أولا: المرحلة الحالية لم تعد صحوة بل نتائج الصحوة! الصحوة او (العودة الى تعاليم دين رب البرية سبحانه وتعالى) بدأت منذ اوائل السبيعنيات وقطفت ثمارها في التسعينيات وما بعدها، فما تشاهده اليوم هو نتائج تلك الفترة.
ثانيا: يقال واشوقاه لأوقات البداية.. حماس وحب للخير والسعي لهداية الآخرين وفهم التوحيد والسعي نحو المدعو والداعية وحتى هذه المصطلحات غابت وربما تم مع الأيام وربما طول الأمد نسيانها.
ثالثا: الدعوة إلى الله بالفعل الحماس لها حينما تكون طبيعية ونية صالحة عميقة، هدف النية اصلاح الغير والتمسك بأهداب الدين وتعميق محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في نفوس المدعوين، كل هذا مع الزمن اصبح نسيا منسيا!
رابعا: الأوائل كانوا ذوي عاطفة دينية قوية ويبذلون في سبيل الدعوة وقتهم ومالهم وكل شيء في سبيل الله، اليوم الأجيال أصبحت مترفة منعمة ولله الحمد همه ربما السفر وربما استراحة مميزة وربما عمل تطوعي ذو شأن.
خامسا: لا ألوم القيادات فهي عملت ما في وسعها وانتهى دورها!
الإشكال ان اغلب القيادات او بعضها يعتقد انه صمام الامان الدعوات لهذا فهو جندي مطيع في شبابه وقائد مستمر في مكانه، بعضهم ذو مرونة فكرية وعقلية يتقبل النقد والحوار والبعض ذو شكيمة وبأس صعب ان تقنعه بضرورة التغير او حتى الحوار او تجديد الدماء.
سادسا: الدعوة او الصحوة أخذت منحى آخر وهو العمل الخيري في الداخل والخارج والتركيز فيما يبدو على الخارج لسهولة الحركة والحاجة الفعلية للعمل الاغاثي بالدرجة الاولى ثم الدعوي بالناحية الاخرى.
سابعا: لا تتوقع من مركز الوسطية اي دور حيوي وجاد والسبب ان هذه المؤسسات تنشأ لهدف ويتحمس من أنشأها ثم تتدخل الارادة الحكومية من أطراف معينة لتتحول هذه المؤسسات الى مؤسسات تقليدية تمر بالأنماط التقليدية وتعيش نقاط الضعف والقوة ثم تذوب.
ومع السنوات تدخل في صراعات المناصب وتضيع الأهداف وحتي تتمكن هذه المؤسسات من نفسها وتشعر بالحياة تقوم بعمل مؤتمر وتصرف عليه ما تصرف ولا يهم موضوع المؤتمر ولا مادته العلمية، المهم يسجل بالتاريخ انها مؤسسة مازالت حية تنبض بالحياة!
ثامنا: هناك شيء من النور وشيء من الإيجابية وشيء من الامل وهو وجود النجاحات الطيبة في مراكز تحفيظ القرآن وكذلك الفرق التطوعية وبعض الجهات ذات الاهتمام بالنشء وتفعيل أنشطة اجتماعية تعزز الدين، وأخيرا:
الصحوة استاذنا انتهى هذا المصطلح.
اليوم نحن نتائج تلك الصحوة والأهم من ذلك عدم فهم بعض السلطات دور ابناء الدعوات ورجالها ونسائها انهم عون لهم وذراع الخير لولاة الأمور، فبدل دعمهم أخذت بعض تلك السلطات معاداتهم واعتبارهم خطرا، لهذا أتوقع الكثير من الدعاة انكفأ على نفسه طالبا السلامة.
والله اعلم
[email protected]