ستظلين طفلة يا بنيتي بضفائر شعرك تلعبين، حافية القدمين ترقصين، تسابقين الريح وتركضين، مكشوفة الرأس في بحر من الأحلام تسبحين.
ستظلين طفلة يا بنيتي وستغفين على عشب حديقة بيتك وتتمنين، وتستمرين في عدّ الأيام والساعات حتى تكبري. وتكبرين يا صغيرتي وليتك لا تكبرين، تلاقين الأشرار والخيرين، تواجهين أصحاب اليسار وأصحاب اليمين، ولكنك على هول الأحداث لا تتعلمين.
وبعد عمر من الأمنيات تكتشفين.. أن حياتك لم تكن سوى فقاعة بألوان طيف جميل، لم يتبق منها سوى رذاذ أحلام سرعان ما سيتبخر مع الأيام.
وعندها فقط ستعلمين، انك كغيرك من الساذجات اللاتي اخترن خوض البطولات واحتمين من أعاصير الواقع بأسقف من الكلمات.
ستعرفين أن وجود الاستثناءات على الأرض شيء مستحيل، وستحاولين جاهدة فهم منطق الأشياء وستستنكرين: كيف يعقل أن تضيع منك كل تلك السنين؟
ستصرخين يا بنيتي وتستنجدين، ولا تجدين غير صدى صوتك الحزين، أما آن لك أن تكبري؟ تخنقك العبرات وتظلين تتساءلين، فما بالك لا تستسلمين؟
قدرك يا صغيرتي أن تتغيري فلِمَ تكابرين؟ ولم لا تعتبرين ممن سبقوك ولم يجدوا سوى الألم والأنين؟ أما آن لك أن تكبري؟
فكي ضفائرك يا حبيبتي، واخلعي عنك رداء طفولتك، فلا أنت «أليس في بلاد العجائب»، ولا أنت ليلى التي تنجو من الذئب في قصة تحكى لنا منذ سنين.
[email protected]