يرتبط لأن العمر تقدم به.. وتتزوج حتى لا يفوتها قطار الزواج.
يتزوجون دون أن يفكروا فيما يمكن أن يضيف لهم هذا التغيير، دون أن يتأكدوا من أن اختيارهم هو المناسب، دون ان تكون لهم أدنى فكرة عن طبيعة الحياة التي تنتظرهم. يتزوجون ليرضوا الأهل، ليتقيدوا بمعايير المجتمع، لينغمسوا في مجموعات جديدة. أولئك الذين يلتحقون بركب المتزوجين لإرضاء الغير أو إرضاء نزوة عابرة أو فقط من أجل التكاثر، حبذا لو ينقرضوا.
اهم ما يمكن أن ينتج عن هذا الرباط المقدس هو الأبناء، فكيف لأشخاص لهم هذه العقليات المتخلفة والانصياع الأعمى خوفا من الاختلاف أن يربوا أولادا متزنين؟ إن تحديد الملامح الأولية لشخصية طفلك تبدأ منذ اختيار الطرف الذي سيشارك في جيناته وتكوين سلوكياته. علينا أن نعرف جيدا هذا الشخص ندرس طباعه ونظرته في تربية أولاده وطريقته في التعبير عن مشاعره وفي التنفيس عن غضبه لان الكثير منه سينتقل الى طفلك سواء منذ الولادة او من تعاملاته معه.
عدا اختيار الشريك المناسب، تؤثر التربية والتعليم على تصرفات الطفل ونموه الجسدي والفكري.
من المؤسف أن نجد العديد من الأولياء لا يعيرون اهتماما لضرورة الإحاطة بالطفل خاصة في عصرنا الحالي فبالنسبة لهم تربية طفل هي أسهل ما يمكن فعله. فلينشأ بين أحضان الخدم أو في دور الأطفال أو أمام التلفزيون والبرامج المعدة لكل الأعمار دون رقابة. فلينشأ على العنف وتكسير الألعاب والتنمر على أترابه وعلى استعمال الصراخ والبكاء كوسيلة ضغط ليحصل على ما يريد في تكريس لشعار « اعطه خلينا نفتك من صراخه» لا تبالي بالعادات السيئة التي تشجعه على اكتسابها بسلبية أفعالك فقط «ريح راسك»..
كيف ينسون أن من شب على شيء شاب عليه؟ يتهاونون في تربيته ينشغلون عنه بعوالمهم الخاصة وينسون انه من المفترض ان يكون هو عالمهم الاهم واهتمامهم المشترك عليهم ان يؤطروه احسن تأطير وان يسهروا على رعايته وتهذيبه وتحبيب الخير إليه. نعجب من أولئك الذين ينجبون ولا يربون، يعتقدون أن المدرسة والشارع والزمن كفيل بتربيتهم وان الأبوة والأمومة ينحصران في الإنجاب فحسب والتربية تأتي بمفردها من فراغ ومن عدم.
على كل من ينتظر مولودا أن يقرأ كثيرا أن يبحث في الأحاديث النبوية وقصص الأنبياء ليأخذ منها عبرة وخبرة، عليه ان يعيد صياغة حياته وإصلاح أخطائه والتخلص من اكبر قدر من عيوبه وان يكون على قدر كبير من الالتزام، عليه ان يكون مثالا وقدوة بالفعل والقول.
نرى الكثيرين يتبجحون بأدب أولادهم ومثاليتهم وفي الواقع ما هو إلا كلام فحاذر أن تكون منهم.
من غير المنطقي أن نكذب أمام أطفالنا أو نشركهم في كذبنا حتى نتخلف عن موعد أو نتهرب من مسؤولية ونتساءل بعد ذلك لم كذبوا بشأن كسر مزهرية او تحفة؟! كيف لنا ان نحاسبه على عدم تحمل مسؤوليته في ضرب طفل ونحن نمارس أمامه هذا التهرب؟! بأي حق نعاقبه على صراخه وكلامه الخارج عن حدود الأدب ونحن نقوم بنفس الممارسات بحجة أن هذا شأن الكبار؟!
علينا أن نربي انفسنا قبل أن ننجب طفلا لا نكون قادرين على منحه نشأة سليمة ومتوازنة.
فان كنت غير قادر على تقديم الأفضل لطفلك فلا تخطط لإنجابه من الأساس، جنبه معاناة العيش في كنف والدين ينحصر وعيهما في اتباع الأبجديات البالية للتربية وجنب المجتمع ازدياد شخص لن يقدم أي اضافة.
فكر واختر الطريقة الصحيحة في تربية طفلك فما تزرعه اليوم تحصده غدا.
[email protected]