الأمومة إحساس يولد مع كل طفلة تشعر به وتمارسه منذ نعومة أظافرها مع دميتها المفضلة أو إخوتها الذين يصغرونها.
كما أنها تعد الأقوى في سلم الغرائز والأحاسيس لدى مختلف المخلوقات! فالقطة من فرط حبها لصغارها تنزع عنها رداء الألفة وتتحول إلى حيوان متوحش إذا ما تعرض احد ما لهم أو إذا شعرت بخطر يترصدهم فتكشر عن أنيابها وتبرز براثنها وتستميت في الدفاع عنهم، وتصل أمومتها أحيانا إلى مستوى معقد يصعب فهمه فتأكل صغارها وكأننا بها لا تستأمن أحدا عليهم فتحاول إرجاعهم إلى بطنها علها تطمئن وهي تعلم أنه لا احد يستطيع الوصول اليهم!
غريزة الأمومة تجعل الأم تتنازل عن كل شيء في سبيل طفلها لا تعود تكترث بحياتها ولا بمستقبلها وكل ما يشغلها هو حياته ومستقبله، تعيش عمرا كاملا من الانتظار للحظة ولادته ومنذ أن تشعر بحركاته في أحشائها يصبح كل ما في الحياة لا معنى له سوى ما ارتبط به.
تنتظر بفارغ الصبر ولادته وتصبح في غاية التسامح والعرفان لا تطلب من الدنيا شيئا سوى دقائق ترى فيها ابتسامته وعينيه.
مجرد التفكير في أنها السبب في اعطاء الحياة له كفيل بأن يهون عليها متاعب حملها وآلام ولادتها وصعوبات حياتها في وجود كائن مرتبط بوجودها.
يقال ان المرأة نصف المجتمع، والحق يقال إنها أكثر من ذلك.
فإن كانت تتشارك مع الرجل في عملية الإنجاب إلا أنها النصف الذي يحمل الجنين 9 أشهر وهي النصف الذي يرضع ويربي ويتنازل ويضحي هي الأم التي تهب حياتها لتقدم للمجتمع عنصرا صالحا فعالا.
لم تكن الجنة تحت أقدام الأمهات من فراغ بل لما تتميز به الأم من قلب مليء بالعطف والحنان ومن ضمير يدفعها لفعل كل ما يصب في مصلحة طفلها مهما كان تأثيره على صحتها وراحتها.
فبمجرد أن تعرف المرأة بحملها حتى تنقلب حياتها رأسا على عقب تصبح حميتها الغذائية في تناسب مع صحة جنينها وحتى إذا مرضت تتفادى الأدوية والمسكنات حتى لا تؤثر على طفلها.
يصبح هو وحده شغلها الشاغل دون غيره تفكر في كل ما من شأنه أن يساعد على نموه وتحاول قدر المستطاع أن تتخلص من كل التوترات والضغوطات التي من شأنها أن تؤثر عليه.
كل المصاعب تهون بمجرد التفكير في ابتسامة مولودها ويصبح دعاؤها لله في كل صلاة ان يحفظ جنينها ويرى النور في صحة وعافية وأن تقدر على تربيته في بيئة سليمة وتنشئه على أخلاق حميدة تجعل منه شخصا على دين وخلق فتتم بذلك اهم وظيفة خلقت المرأة لتقوم بها.
كلمة حق في حق كل أم لما تحملته وضحت به في سبيل حماية طفلها وتربيته تربية سليمة مبنية على أسس صحيحة ليصبح فردا صالحا في مجتمعه.
تجف الكلمات امام وصف مكانتها وتعجز اللغة عن ان توفيها حقها على ما تبذله من جهد في وظيفة متواصلة على مدار الساعة بدون راحة وبدون مقابل وهي وظيفة الأمومة.
اللهم احفظ أطفالنا وبارك لنا في أعمار أمهاتنا.
[email protected]