في آخر شهور السنة نبدأ العد، عدا تنازليا للأيام التي تفصلنا عن السنة الجديدة وعدا تصاعديا للخيبات.
أعوامنا القليلة الماضية لم تحمل لنا ما يرقى لأمالنا.
أوضاع عالمية متأزمة، حروب ونزاعات مسلحة وإرهاب هنا وهناك وهجرات غير شرعية تخلف ضحاياها قربانا للبحر.
ديسمبر هذا العام كان مختلفا وكذا جاء قبله نوفمبر، جاء بطعم الأمل ونكهة التغيير، حمل لنا باكورة أحلام السنة الجديدة قبل حلولها حتى اتفاق مراكش للهجرة.
حيث استضافت المملكة المغربية المؤتمر الحكومي الدولي الذي عقدته الأمم المتحدة على مدى يومي 10 و11 ديسمبر 2018 من اجل اعتماد اتفاق شامل ومفصل يهدف إلى جعل الهجرة الدولية أكثر أمنا وكرامة للجميع.
وبرغم المقاطعة التي شهدها هذا الاتفاق من حوالي أربعين دولة على رأسها الولايات المتحدة، إلا أن اعتماده من حوالي 160 دولة يعتبر إنجازا كبيرا حسب ما أفاده انطونيو غويترش الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال ان «هذا الاتفاق - وباحترام تام لسيادة الدول- يحدد إطارا عاما لتعاون دولي مطلوب لمواجهة التحدي الكبير الذي تفرضه الهجرة على عالمنا الحالي».
ومن أبرز أهداف اتفاق مراكش «عدم اللجوء الى احتجاز المهاجرين الا كملاذ أخير والعمل على إيجاد بدائل وتعزيز الحماية والمساعدة على التعاون القنصلي ومنع الاتجار بالبشر إضافة إلى تقديم الدعم اللازم للمهاجرين» ويعتبر هذا الاتفاق ميثاقا غير ملزم قانونا إلا أن اعتماده لا بمكن أن يكون إلا خطوة على الطريق الصحيح.
نوفمبر أهدى لنا هو الآخر أملا في المستقبل، جاء به المؤتمر الإقليمي حول دور الشباب في بناء مجتمع متسامح برعاية المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
مؤتمر استضافته مراكش كذلك، تواصل على مدى أربعة أيام في الأسبوع الأول من نوفمبر وقد استهدف هذا المؤتمر مجموعة من قادة الشباب العرب المؤثرين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٥ سنة من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا في دعوة الى دعم دور الشباب في تعزيز التسامح ومكافحة الكراهية وتعزيز حقوق الأقليات الدينية والاثنية واللغوية والقومية ودعم حقوق الشباب في المشاركة في الشؤون العامة وانخراطهم المدني والسياسي.
مؤتمران متتاليان، واحد للشباب وآخر للانسانية، أو ليست بوادر خير تبعث على التفاؤل بسنة جديدة؟ لعل السنوات الجدوب انتهت وبدأت «السنبلات الخضر» بإذن الله.
[email protected]