أكدت شخصيات خليجية وسعودية ان زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان للكويت ضمن الجولة الخليجية التي يقوم بها تأتي ترسيخا للعلاقات النموذجية والمتينة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين وامتدادا للتنسيق الدائم بينهما.
وقال الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي د.عبدالعزيز العويشق في تصريح لـ «كونا» ان «زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت تجدد التأكيد على مركزية العلاقات السعودية - الكويتية الراسخة في أواصر القربى والأخوة والتاريخ العريق والحاضر المزدهر والمصير المشترك»، لافتا إلى ان «المملكة هي العمق الاستراتيجي للكويت وان الكويت الامتداد الاستراتيجي والحضاري للمملكة».
وأضاف ان «البلدين يتفقان في تقييمهما للتحديات والاخطار التي تحيط بالمنطقة ويتفقان على ضرورة التصدي لها من خلال التعاون والتنسيق ووحدة الصف والكلمة وتنسيق العمل السياسي والديبلوماسي وتعزيز التعاون العسكري والأمني لمواجهتها».
وأوضح العويشق ان «البلدين شريكان اقتصاديان وتربطهما علاقات تجارية جيدة اذ يبلغ التبادل التجاري اكثر من ملياري دولار سنويا، بالإضافة الى الاستثمارات المتبادلة وحجم استثمارات الشركات السعودية في الكويت الذي يتجاوز المليار دولار».
وذكر ان «هناك بالمثل استثمارات كويتية كبيرة في السوق السعودية فيما أعلنت (الهيئة العامة للاستثمار الكويتية) عزمها الاستثمار في مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتين أعلن عنهما ولي العهد السعودي وهما مبادرتان مهمتان جدا لهيئة الاستثمار الكويتية.
وأكد العويشق ان هناك مجالا واسعا لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين بالاستفادة من الفرص الضخمة التي توفرها «رؤية السعودية 2030» ورؤية «كويت جديدة 2035» اللتان تهدفان إلى تحقيق التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط وذلك من خلال زيادة الاستثمارات المشتركة في البنى التحتية وتطوير وسائط النقل والمواصلات بينهما وتعزيز التواصل بين الأشقاء في البلدين.
تكامل خليجي من جانبه، قال أستاذ الإعلام في جامعة «الملك سعود» السعودي د.علي الدبكل في تصريح مماثل لـ «كونا» ان زيارة ولي العهد السعودي للكويت والجولة الخليجية لها اهمية خاصة في هذا التوقيت بالذات لما تشهده المنطقة من ازمات وتدخلات خارجية، مؤكدا ان التكامل والتنسيق الخليجي وتوحيد المواقف الخليجية مطلوب خاصة ان هذه الجولة تأتي قبل القمة الخليجية المرتقبة خلال هذا الشهر.
وأضاف ان تنسيق المواقف مهم جدا بين البلدين لما تمتلكانه من علاقات لها امتداد طويل بالتاريخ بين الدولتين والأسرتين الحاكمتين وبين الشعبين، مؤكدا ان التنسيق الدائم بين القيادتين مهم للوصول إلى بلورة سياسة خليجية موحدة تكون نواة لسياسة عربية ولم الشمل العربي.
وأشار الدبكل إلى ان هناك ملفات عديدة سيتم طرحها خلال الزيارة تتعلق بالتعاون والتنسيق السعودي - الكويتي كما هي في منظمة (أوپيك +) من مواقف موحدة للكويت والسعودية وأيضا الاستثمارات والتجارة البينية.
كما اشار إلى ان الزيارة ستكون أيضا فرصة لتنسيق الرؤى تجاه القضايا العربية الاخرى مثل فلسطين ولبنان وليبيا والأزمة اليمنية التي أدت الكويت فيها دورا مهما وحاولت حل الأزمة اليمنية والتوسط لحلها.
وشدد على أهمية الزيارة لزيادة التنسيق وتوحيد المواقف بين السعودية والكويت تجاه القضايا الإقليمية والدولية ومواجهة التدخلات من جانب إيران في المنطقة لما نعرفه من ان المملكة والكويت دائما رؤاهما مشتركة في هذا الجانب.
علاقات متجذرة من جانبه، قال الأمين العام لهيئة الصحافيين السعوديين ونائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب د.عبدالله الجحلان في تصريح لـ (كونا) ان زيارة ولي العهد السعودي للكويت تأتي استكمالا لجولته الخليجية وامتدادا لما تم التأسيس له من علاقة متجذرة وطويلة بين البلدين لأكثر من 130 عاما.
وأضاف ان الملفات الملحة في المنطقة هي التي ستفرض أجندتها على الزيارة فيما يتعلق بالوضع الأمني في منطقة الخليج والمنطقة العربية ككل وكذلك الجانب الاقتصادي على أصعدة مختلفة منها الجانب النفطي والإنتاج المشترك بين البلدين والتبادل التجاري بينهما الذي تعزز في الفترة السابقة كثيرا، آملا ان يكون اكثر في القادم من الايام.
وأوضح الجحلان ان هذه الزيارة لها أبعاد مختلفة كونها تسبق القمة الخليجية المزمع عقدها هذا الشهر وتأتي للتشاور وترتيبا لموضوعات ستطرح في هذه القمة وللمصالح البينية بين البلدين لاستكمال ما اتفق عليه من مشاريع وتعزيز للاتفاقيات التي سبق ان بحثت ونوقشت.
وأعرب عن تطلعه إلى ان تكلل هذه الزيارة باستكمال الاتفاقيات والمشاريع التي أسس لها مسبقا وان تبرز لشعوب المنطقة الجهود التي يقوم بها قادتهم لتحقيق مصالح شعوبهم.
ملفات ثنائية بدوره، أكد استاذ العلوم السياسية السعودي د. منيف الملافخ في تصريح مماثل لـ (كونا) ان زيارة ولي العهد السعودي إلى الكويت تعكس العلاقة المتينة بين البلدين التي تجعلهما بمنزلة الدولة الواحدة اذ تحظى الكويت بمكانة خاصة لدى المملكة وقيادتها وشعبها.
وأشار الملافخ إلى ان الزيارة ستناقش عددا من الملفات التي تهم المنطقة بشكل عام وتحديدا منطقة الخليج بشكل خاص من ضمنها الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، فهي ملفات تمثل محور طبيعة العلاقات السياسية بين دول الخليج ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال ان «الملف السياسي سيكون حاضرا خلال الزيارة اذ ان المنطقة الخليجية استراتيجية وحيوية وحساسة، فهناك أطماع وهناك دول تحاول بسط نفوذها سواء دول اقليمية او عالمية»، مؤكدا ان امن المنطقة الخليجية مرهون بوحدة مجلس التعاون الخليجي ومدى التنسيق والتكامل بين دوله في مواجهة الأخطار المحدقة.
وأضاف الملافخ «من ضمن التحديات التي من الممكن ان تكون مطروحة للنقاش مسألة تهريب المخدرات إلى دولنا وهو ما يهدد الأمن الاجتماعي في دول الخليج وهناك أيضا الإرهاب والأفكار غير المقبولة».
وأشار إلى ان الملف الاقتصادي ملف مشترك يربط دول مجلس التعاون اذ تقوم العلاقات الاقتصادية بين المملكة والكويت على التنسيق والتكامل مثمرة عن أنشاء (مجلس التنسيق السعودي - الكويتي) في شهر يوليو عام 2018.
وأوضح الملافخ ان حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في عام 2018 إلى ما يقارب 8.5 مليار ريال (نحو 2.266 مليار دولار) ما يدل على ان التكامل والتبادل التجاري والاستثمار والعلاقات الاقتصادية بين البلدين اخذة في التطور والنمو.