[email protected]
في عالم الحيوان، الدبابير تختلف في أنواعها وخطورتها، فكلما كان حجمها كبيرا كلما كانت لسعاتها أكثر شدة وألما على من تلدغه، حتى انهم قالوا إن هناك أنواعا تصنف لدغتها بالقاتلة، أضف لذلك العبث والخراب الفطري الذي تمارسه تلك الحشرات غير المفيدة، لذلك فإن القضاء على أعشاشها وإزالتها أمر حتمي في الأماكن المأهولة بالسكان من أجل الحفاظ على حياة الساكنين الآمنين.
عالم البشر لا يختلف للأسف كثيرا عن عالم الحيوان خصوصا في بعض الممارسات من دبابير البشر التي عاثت فسادا ودمارا في العديد من مؤسسات الوطن بعد أن نسجت أعشاشها في بعض مفاصلها فكان الوهن وسوء الخدمات هو العنوان.
فالكويت اليوم تنطلق نحو التنمية المستدامة والتي ترتكز على مثلث «صحة، تعليم، أمن»، وأي خلل في أضلاع هذا المثلث سيصبح لدينا مجتمع ضعيف متهالك لن يتقدم في تنمية وطنه.
المؤسسة الصحية أحد أهم أجزاء تلك المعادلة، فرغم الميزانية الضخمة والتسهيلات الكبيرة جدا من المراجع العليا والتي أمرت بتوفير كل ما يلزم لإعادة تأهيل المؤسسة حتى تعود الثقة بينها وبين المواطن إلا أن التعثر يستمر ويتزايد بصورة غريبة!
فالمؤسسة تعج بالأخطاء الطبية والتشخيصية والتي أصبحت عنوانا يتردد نتيجة لعدم كفاءة بعض الكوادر الفنية فأصبح الشعار المرفوع من اغلب المواطنين هو الداخل مفقود والخارج مولود.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل وصل الأمر بأن تعمم التجاوزات المالية في اغلب أطناب هذه المؤسسة العملاقة داخليا وخارجيا بسبب ضعف الرقابة والمتابعة وعدم وجود محاسبة ومعاقبة لمن يتجاوز ماليا أو إداريا.
اليوم يقود المؤسسة الصحية ابنها الوزير الجديد د.جمال الحربي الذي يعلم بواطن أمورها عندما كان وكيلا مساعدا للخدمات المساندة، لذلك نتوقع الانطلاق في الإصلاح لإعادة الأمور لنصابها والبداية تكون بإعادة الثقة بين المؤسسة الصحية وشريحة المستفيدين من خدماتها.
ننتظر من د. جمال الحربي قرارا لتفعيل تأهيل الكوادر الوطنية وإخضاعها لبرامج متطورة ثم وضعها في صدارة الخيارات الفنية والإدارية للمؤسسة الصحية التي يهيمن عليها العنصر الأجنبي الذي لا يملك الكفاءة في جزء كبير منه.
ننتظر من د.جمال الحربي قرارا حازما وسريعا لتقليل أعداد الوافدين خصوصا في الجانبين المحاسبي والقانوني وهما بيت الداء حتى تتعافى المؤسسة سريعا من هذا المكون الغريب المزروع في جسدها المريض.
ننتظر.. وننتظر.. وننتظر.. عسى ألا يطول هذا الانتظار طويلا.
٭ الزبدة: ما يحك ظهرك إلا ظفرك.