دخلت شركتان كويتيتان ضمن قائمة الـ 100 شركة الناشئة والواعدة في العالم العربي حسب تصنيف منتدى الاقتصاد العالمي الذي عقد دورته في الأردن.
الشركتان هما: «كودد»، وهي شركة متخصصة في تدريب وتعليم أساسيات لغة البرمجة في الخليج العربي لتحضير المنتسبين لسوق العمل.
أما الشركة الثانية فهي «نبض»، وهي تطبيق يجمع محتوى الأخبار والفيديو بحسب تصنيف المستخدم ورغبته، وقد حقق شهرة كبيرة بالعالم العربي وقام بتنزيله 15 مليون شخص بحسب موقع الشركة.
طبعا العدد ضئيل اذا لم يتجاوز 2% من مجموع المشاريع الناشئة ضمن قائمة المنتدى.
وهذا يدعو إلى البحث عن السبب وراء شح الأفكار الجديدة في السوق الكويتية ذات السيولة المرتفعة والبنوك والشركات الكبيرة والتجار الأثرياء، وحتى الحكومة المليئة التي أطلقت صندوقا بملياري دينار لهذا النوع من الشركات الناشئة قبل 6 سنوات.
في المقابل تأتي أفكار جديدة من أسواق أخرى لا تملك السيولة بنفس السوق الكويتية مثل لبنان والأردن وتونس، حيث شكلت الشركات الناشئة من هذه الدول 40% من القائمة.
وهناك ضجة كبيرة حول الشركات الناشئة في السوق الكويتية، لدرجة أن البعض يتوقع أن كلها ستكون قصص ناجحة على غرار «طلبات» و«كاريدج» و«بوتيكات»، لكن تصنيف منتدى الاقتصاد العالمي لا يظهر ذلك، على الأقل هذه السنة.
وفي الواقع قصص الثلاثي «طلبات» و«كاريدج» و«بوتيكات»، ألهمت كثيرين لأن يدخل جيل الشباب من الكويتيين في صناعة جديدة لشركات تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتحول قطاعات تقليدية إلى الاونلاين، ثم تخرج من السوق الكويتي الى الأسواق الخليجية فالعربية، لكن يبدو أن هذا الحلم لم يتحول بعد إلى واقع او اقتصاد حقيقي.
لا شك اذن أن هناك أزمة ما في المشاريع الناشئة الكويتية، فربما هناك فجوة او حلقة مفقودة في التمويل او الأفكار المبدعة أو تطوير الأفكار وتحويلها لقصص ناجحة تتخطى المحيط الكويتي.
وهناك حديث حكومي كثير عن دعم الشباب وتمويلهم، لكن لا يبدو انه يلقى صدى على ارض الواقع لأنه حتى الآن لم تظهر شركة واحدة ملهمة من صندوق المشاريع الصغيرة على سبيل المثال، وافكار الثلاثي الكويتي ظهرت من رواد اعمال لم يتلقوا مساعدة حكومية.
وهناك مسؤولية أيضا على الممولين من القطاع الخاص، كالبنوك، اذ هناك انحياز للمشاريع الحكومية الكبيرة المضمونة العائد او للشركات الكبيرة التي تقدم رهنا مضمونا ومخاطرها محدودة، وكل ذلك يأتي على حساب المشاريع الصغيرة او الناشئة.
ويفترض ان القصص الملهمة التي تحدث في الخليج ان تدفع لتغيير طبيعة التفكير الكلاسيكية في البزنس لدى البنوك والتجار والحكومة، وأن تؤخذ مخاطر اكبر لمشاريع ناشئة.
فـ «كريم» الإماراتية على سبيل المثال بيعت بـ 3.1 مليارات دولار لأكبر شركة للنقل التشاركي في العالم «أوبر»، وقبلها «سوق.كوم» بيعت بنحو 600 مليون دولار لأكبر شركة تجارة على الاونلاين في العالم «أمازون».
ومجموعة روكيت انترنت الالمانية استحوذت على «طلبات» ثم لاحقا بطريقة غير مباشرة على «كاريدج» في صفقتين منفصلتين بقيمة تقارب 370 مليون دولار، وتم بيع اقل من 20% من «بوتيكات» بـ 45 مليون دولار، اي ان تقييم الشركة يزيد عن 225 مليون دولار.
هذه القصص يفترض أن تدعو مجلس الوزراء لكي يضعها على طاولة اجتماعاته ويبحث عن كيفية فتح صنبور السيولة على المشاريع الناشئة بدلا من ان تهدر هنا وهناك.
كما يفترض ان يعقد اجتماع عاجل لمجلس الإدارة ويغير استراتيجيته، وليمول 10 مشاريع ناشئة مراهنا على مستقبل واعد لها.
وللعلم من المعروف انه في قطاع الشركات الناشئة، قد لا تنجح سوى شركة واحدة من العشر الممولة، لكنها، ان نجحت، تعوض لك الـ 9 وتدر عليك الألوف المؤلفة!
@boumeree
[email protected]