نشرت جريدة «الوطن» الكويتية بتاريخ 16/9/2012 خبرا مفاده ان المركز الدعوي الإسلامي في العاصمة الأميركية واشنطن أعلن أنه خلال 3 أيام منذ بث الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم على موقع اليوتيوب أشهر نحو 360 ألف أميركي إسلامهم بعد استفسارهم عن الدين الإسلامي الحنيف وعمل محاضرات جماعية خلال 24 ساعة. وتزايد الإقبال على المركز من قبل الأميركيين لمعرفة الدين الإسلامي عن قرب.
وصدق الله العظيم حيث قال: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) آل عمران: 54. لقد أراد صانعو فيلم «براءة المسلمين» أن يسيئوا للإسلام ورسول الإسلام والمسلمين جميعا، إلا أن الفيلم جاء بنتيجة عكسية تماما، حيث تهافت الأميركيون على المركز الدعوي الإسلامي في العاصمة الأميركية للاستفسار عن الإسلام وزيادة معرفتهم به.
لقد أدى عرض بعض مقاطع الفيلم على موقع «يوتيوب» إلى إشهار 360 ألف أميركي إسلامهم عندما بدأوا يقرأون عن الإسلام وعن رسول الإسلام. وهذا يؤكد ويعزز فكرة نشر الإسلام بالطريقة التي انتهجها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والتي أمره الله تعالى بها: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل: 125، وقول عز من قائل: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران: 159.
إن أفضل طريقة لنشر الإسلام في الغرب هي اتباع تعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم واتباع منهجه. (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) الأحزاب: 21.
إن كثيرا من المسلمين يجب أن يفهموا أن الدعوة إلى الله تبدأ باستيعاب الآخرين وتحمل أذاهم والصبر على إهاناتهم. ولنا فيما حدث للمصطفى صلى الله عليه وسلم في الطائف خير مثال على ذلك عندما خرج صلى الله عليه وسلم من مكة لدعوة أهل الطائف إلى الإسلام فرفضوا دعوته وأرسلوا سفهاءهم خلفه يلقون عليه الحجارة حتى أدموا قدمه الشريفة صلى الله عليه وسلم. وعند ذلك جاءه ملك الجبال وقال له: يا رسول الله لو أمرتني لأطبقت عليهم الأخشبين (الجبلين).
فعندما يقرأ الناس في الغرب أن ملك الجبال نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يأمره فيطبق الجبلين المحيطين بمكة والطائف على من فيهما فيرفض الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ويقول قولته الشهيرة: «عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله» أعتقد أن هذا سيكون أبلغ رد على المسيئين للمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.
أليس هذا أفضل ألف مرة من الاعتداء على السفارات وقتل الأبرياء الذين ليس لهم ناقة ولا جمل في موضوع الفيلم المسيء للإسلام والمسلمين؟! أليس من الأفضل أن نبلغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعضا من أحاديثه وسلوكياته الراقية التي ما إن يسمعها المرء حتى يسلم بنقاء سريرته وسمو أخلاقه ورحمته بالعالمين؟!
لقد صرح أحد قيادات وزارة الداخلية المصرية بأن عددا ممن تظاهروا أمام السفارة الأميركية في القاهرة كانوا من البلطجية ممن يتعاطون المخدرات والمؤثرات العقلية. فهل هؤلاء يمثلون الإسلام أو يعبرون عن حبهم بالفعل للمصطفى صلى الله عليه وسلم؟!
إذا أردنا أن نعبر عن حبنا لديننا ورسولنا فعلينا أولا أن نتعلم أمور ديننا الحنيف وتعاليم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونحفظ من آيات قرآننا العظيم ما يجعلنا قادرين على إيصال الرسالة إلى الغرب كما أوصلها سيد البشر محمد صلوات ربي وسلامه عليه إلى جميع أنحاء العالم فآمن بها الناس في الشرق والغرب بعد أن استوعبوها جيدا وعلموا أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق المبين.
[email protected]