يتساءل الكثير من المصريين: لماذا لم تتمكن السلطات المصرية حتى الآن من استعادة المليارات التي تم نهبها من خيرات مصر ومن أموال شعبها المسكين حتى اليوم؟ ولماذا لم يقم أحد ممن نهبوا هذه المليارات من رموز النظام السابق برد ما قام بالاستيلاء عليه من أموال الشعب الفقير المعدم؟!
ويتساءلون أيضا عن امتناع الدول الكبرى التي تتشدق ليل نهار بالحرية والديموقراطية والعدالة وحقوق الإنسان عن إعادة هذه الأموال التي تم تهريبها إلى بلادهم من قبل الحكام الفاسدين الذين ثارت عليهم شعوبهم في دول الربيع العربي وأصبحت الأمور واضحة وضوح الشمس بأن هؤلاء الحكام ومن والاهم كانوا يستغلون مناصبهم في نهب ثروات هذه الدول.
للأسف الشديد لدينا في مصر حتى الآن من يدافع عن هؤلاء المجرمين الذين أفسدوا الحياة السياسية في مصر وقاموا بنهب ثروات دولة تعتبر من أغنى دول العالم في ثرواتها الطبيعية. ومن هؤلاء من أطلقوا على أنفسهم «أبناء مبارك» و«آسفين يا ريس» وغيرهم من الجماعات الشاذة التي تنادي ليل نهار بالدفاع عن المخلوع وعصابته.
إن هؤلاء الناس يدافعون عن المخلوع كما لم يدافع هو عن نفسه. إن دفاعهم عنه ينسحب على أفراد عصابته ممن تحكموا في مصر لمصالحهم الخاصة دون النظر إلى مصلحة الوطن أو مصلحة الشعب. لقد تبنى هؤلاء المدافعون عن مبارك وعصابته فكرة الدفاع عن هؤلاء المجرمين بطريقة مثيرة للاستغراب لدرجة أنهم كفوهم الدفاع عن أنفسهم.
إن المتابع لوضع أفراد هذه العصابة يلاحظ أنهم منذ سقوطهم في يد العدالة ووضعهم وراء القضبان لم يقم أحد منهم مثلا بالصراخ في وجه الظلم والظالمين الذين وضعوهم في السجون بعد أن كانوا يقطنون القصور. إننا لم نسمع عن أحد من هؤلاء المرفهين المنعمين وقد هاله ما وقع عليه من ظلم بوضعه في السجن دون أن يرتكب جريمة فوقع مغشيا عليه أو أصابه شلل أقعده عن الحركة كما يحدث في مثل هذه الحالات.
إن الغريب في أمر هؤلاء أنهم لم يتأثروا حتى بالسجن الذي أصبحوا يقبعون فيه وكأنهم يعرفون أنه مكانهم الصحيح وفي هذا اعتراف صريح منهم بالجرائم التي ارتكبوها. ورغم كل هذا نجد من خارج السجن من يدافع عنهم دفاع المستميت وكأنهم يقرون بأنهم مع الفساد والغدر وضد الحق والعدل.
إن هؤلاء المدافعين عن مبارك وعصابته هم السبب الرئيسي في عدم تقدم أي واحد من أفراد هذه العصابة إلى السلطات في مصر ليعترف بأنه قد أخطأ في حق مصر والمصريين وأنه كان سببا من أسباب الفساد الذي استشرى في مصر على مدى عقود وأنه سيقوم بإعادة كل الأموال التي نهبها من ثروة مصر إلى الشعب المصري الذي يعاني الفقر وفي أشد الحاجة إلى مثل هذه المليارات حتى يخرج من أزمته الطاحنة بدلا من الاقتراض والتسول.
[email protected]