نقول دائما إنه لا جميل كامل، وأقول أيضا هناك جمال في بعض القبح، فلا قبح كامل! ما نمر به اليوم من حالة العزلة، الخوف من المجهول، الخوف من فقد الأحبة، الموت المحيط بالعالم، التوتر، الوسوسة، الخوف من الآخر والتنمر عليه لجنس أو هوية، عوالم كانت في المقدمة لتصبح في ذيل قائمة القدرة على السيطرة، عوالم صغيرة اتحدت وتقدمت وبرزت، تماما كأن العاصفة والمحنة أزالت غبارا متراكما على الجوهر الجميل.
أرقام إصابات تتصاعد تتعدى حاجز المليون حول العالم، يرافقها تزايد أرقام من تحصد أرواحهم كل يوم! يتحور ليفوق كل التوقعات، فأمام هذا العدو القبيح تساوى العربي والأجنبي، لا فرق بين جنس أو لون أو دين أو عمر، فقد تساوى الجميع أمامه. لم يفقه منطق البشر لهذه اللحظة ليعزل العالم كله حتى من كانوا يظنون أن بأوامرهم يعزلون بلدانا وشعوبا!
تتصارع في دواخلنا مشاعر كثيرة ما بين الخوف من المجهول والمصير المبهم، غير مصدقين سرعة الحدث وعمقه وسرعته وعنفوان حصده! ما الخطوة القادمة، ماذا أفعل في أحلام وأمنيات وأهداف مازلت أسعى نحوها؟
وبرغم قساوة الحدث وقتامة لونه، يبرز وجه آخر مشرق من قلب كل تلك العتمة؟ فلقد ظلمنا أنفسنا كثيرا من أخذ النعمة على وجه الضمان، الغرق في متع الدنيا غير مدركين حقيقة تلك الغرور الفانية! ظلمنا كوكبنا بكل عنجهية، من حرائق وانتهاكات أفسدت رئتيها وزادت من تصحرها، تجبرنا وسكتنا على ظلم شعوب وظلم الإنسان لأخيه الإنسان ونسينا قيمنا! فآن الأوان أن تنظف الأرض نفسها تماما مثلك أنت أيها الإنسان عندما تصاب بالحمى! فلقد استطاع هذا العدو الخفي أن يغير ما لم تستطع عليه قيادات وعلماء الأرض: قلل معدل التلوث، ازداد نقاء الهواء الذي نتنفسه، جلسنا في بيوت بنيناها ونسيناها، اقتربنا من أنفسنا، أحبتنا، والأهم، من إلهنا وأتمنى ألا يكون ذلك رياء! أيقنا أن الله يغير الحال في رمشة عين وأننا لسنا بضامنين شيئا أبدا.
وفي هذه الأثناء، ليس لنا إلا الأخذ بالأسباب، والتسليم والصبر على أمر الله.
[email protected]
www.growtogether.online