كل يوم لي اهتمام بقراءة سريعة للصحافة خصوصا صفحه الجرائم! حيث أرصد ما ينقل فيها من أخبار، فهي تعطي المتابع صورة عن المجتمع وما يدور فيه! وكم اشعر بنوع من الخوف الكبير من تعدد السرقات التي ربما في العرف الأمني تسمى جرائم صغيرة لكنها في نظري هي مؤشرات لأمراض كبرى بالمجتمع!
وحتى اجعل القارئ يعرف ماذا اقصد، أقول ان انتشار قضايا السلب بالإكراه أمر أصبح يشكل ظاهرة شبه يومية، فتقرأ أن شابا تعرض لسلب أمواله بتهديد السلاح وآخر ذهب لجهاز السحب الآلي وترصد له سارق وأخذ كل ما سحب، وآخر مقيم تعرض للسلب من ثلاثة وهكذا!
هذه جرائم رغم تصنيفها بالصغيرة نوعا ما لكنها مؤشرات خطيرة لكل المجتمع؟
نعم هذا السارق أو من أراد السرقة لا يخرج من احد الأمور التالية: مخدرات أو ضغط مادي متكرر او حاجات متنوعة أدت به الى العجز ولا حل لديه سوى السرقة، ربما سائل يقول لدينا جهات خيرية كبيت الزكاة وغيره نقول: بحسب ما نراه فإن حاجات المواطن والمقيم أصحاب الرواتب على السواء، معاناة واحدة، مما يجعل الجهات الخيرية بلا استثناء عاجزة عن سد النقص المالي!
نعم هذا هو الواقع ! غلاء فاحش ورواتب لا تكفي سد الحاجات الأساسية خصوصا لدى المقيمين وليس الحل في زيادة الرواتب بل الحل في ترشيد الطمع والجشع المنتشر خصوصا في الإيجارات.
فهل يعقل ان يكون الراتب مثلا أربعمائة دينار والإيجار مائتان وخمسون دينارا ؟! كيف يعيش وعنده مأكل ومشرب ورسوم دراسية وعلاج وغيرها؟!
الموضوع يبدو انه ضايع بين كل المؤسسات ذات الشأن ولا تتوقع عزيزي القارئ انك مستثنى من التعرض للسرقة بالإكراه بل أقول: ربما انت أو أحد أبنائك وبناتك هو الهدف القادم ما دامت الأمور لم تضبط اجتماعيا واقتصاديا، طبعا الجانب الأمني يقوم بدوره لكن ليست مهتمة أن تضبط الجوانب الأخرى!
نسأل الله الأمن والأمان، وأننا نعلق الجرس فمن يقوم بقرعه؟ وحتى ذلك الحين نقول من يسرق من؟! ودمتم.
[email protected]