تختلف الجنسيات وتتعدد التسميات ويبقى العمل واحدا: خادمة، معينة منزلية أو مدبرة منزل، كلها تشير إلى تلك العاملة التي يتم توظيفها للقيام بأعمال التنظيف وتسيير الشؤون المنزلية.
نسمع بين الحين والآخر عن المشاكل التي تسببها الخادمات وتنتشر أخبارهن على صفحات الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية، فمنهن من تسيء معاملة الأطفال ومنهن من يتهمن بالعنف وحتى القتل أحيانا وأخريات يمارسن أعمال السحر والشعوذة لإيذاء الأسر التي يعملن لديها.
في حالات عديدة تجد العائلة الاستعانة بخادمة الحل الأفضل لحل مشاكلها خاصة في حالة خروج الزوجة للعمل أو عدم قدرتها على تحمل أعباء البيت والاهتمام بالأولاد بمفردها وكذلك في حالة وجود شخص مريض أو طاعن في السن لا يقدر على الاهتمام بنفسه فتكون الخادمة هي المسؤولة عنه وعن رعايته.
لكننا اليوم نحصد ثمن ثقتنا فيهن، فسواء كن من أصول آسيوية او أفريقية أو غيرها وسواء كن مسلمات أو غير ذلك، لا يمكن معرفة البيئة التي تربين فيها أو المحيط الذي عشن في داخله.
فمهما كانت درجة التحضر والثقافة التي يتمتعن بها إلا أنهن لا يرقين لمستوى يبعث فينا الثقة لتسليم كل أمور البيت والأولاد بين ايديهن.
فالوالدان اللذان يمضيان اغلب النهار خارج المنزل سواء بسبب العمل او غيره يتركان وراءهما لغما جاهزا للانفجار في أي لحظة، وما أكثر الحوادث التي تقوم فيها الخادمات بإساءة معاملة الأطفال وتعنيفهم وتصل في بعض الحلات الى قتلهم والتنكيل بجثثهم إما انتقاما من العائلة او استجابة لوسوسة شيطانية تخرجها من حالة الرشد الى الجنون فترتكب جريمتها البشعة.
وفي الحالات التي تعد أقل مأساوية لا نصل إلى الإيذاء الجسدي، ويؤدي الانشغال عن البيت الى نشأة الأولاد على تربية هجينة تتأثر بعادات الخادمة التي تنقل فكرها وطريقة عيشها إلى حياة الأسرة ويكون الأطفال عرضة للتأثر بها مما يخلق لديهم تذبذبا في الأفكار وجنوحا في التصرفات وشئنا ام أبينا لا يمكن لنا انكار ذلك.
ويجدر القول بأن «الزين والشين» في كل مكان وبأن الجنسية والانتماء والدين ليست مقاييس وإنما الأخلاق هي التي تكشف معدن الإنسان، لكن لا يمكن لنا أن نضع الوقود بجانب النار ونستنكر حدوث الحرائق.
فعلى العائلة أن تعي جيدا تأثير وجود شخص غريب عنهم على جو البيت ككل.
كما يجب قراءة الظروف القاسية التي أجبرتهن على هذا العمل ومراعاة ما يعانين منه من ضغوطات نفسية وغربة وإرهاق جسدي ناهيك عن الحالات التي يستغل فيها تجار الإقامات حاجتهن للعمل ويمتصون دماءهن.
وفي الأخير نقول إن الخادمة مطالبة بالالتزام في عملها وتقديم العون منذ اللحظة التي تستيقظ فيها وحتى موعد نومها ولكنها إنسانة قبل كل شيء فلتكن نظرتكم لها على هذا الأساس وتجنبوا إيذاءها والتنكيل بها فهي بشر مثلكم لها من المشاكل مثل ما لكم وعليها من المسؤوليات ضعف ما عليكم.
وإن كان لابد من الاستعانة بها فأحسنوا لها ولا تحملوها فوق طاقتها وراقبوا عملها عن كثب فلا خاب من التزم الحذر.