بيروت ـ عمر حبنجر
ترأس رئيس الحكومة د.حسان دياب جلسة لمجلس الوزراء انعقدت في السراي الحكومي بعد ظهر امس، وتركز البحث فيه على التطورات الصحية والمالية وسط الحديث عن خطة اقتصادية انقاذية وعد رئيس الحكومة بإنجازها خلال 3 اسابيع وعلى افتراض تنفيذها خلال ثلاث سنوات المتبقية من ولاية الرئيس ميشال عون.
ومن ابرز بنود هذه الخطة، بحسب المصادر الوزارية، تلزيم شركة «سيمنز» الالمانية بموجب مناقصة بناء معامل لتوليد الطاقة ضمن مهلة 61 شهرا يتم بعدها توفير الكهرباء 24 ساعة/ يوم على طريقة B.O.T، في حين تتولى شركة «توتال» وكهرباء فرنسا انشاء معمل كهرباء والى جانبه محطة غاز في البداوي، اضافة الى تطوير معمل الكهرباء في منطقة الزهراني، على ان تتولى شركة «جنرال الكتريك» الاميركية تأمين الطاقة الهوائية والشمسية بما يوفر 5 مليارات دولار سنويا.
استحقاق اليوروبوند الذي تخطى امس مهلة الانذار من جانب الدائنين كان على الطاولة، والمطروح اعادة هيكلة الدين بموجب عرض رضائي قدمته الحكومة ويفضي بسداد 1% من اصل الدين والتفاوض بعد ثلاثة اسابيع لاعادة هيكلة الديون بموجب الخطة الانقاذية.
وتعتقد المصادر المتابعة ان ظروف العلاقات مع الولايات المتحدة، وتاليا مع صندوق النقد الدولي، باتت افضل، بعد سلسلة خطوات لبنانية في هذا الاتجاه، آخرها كف التعقبات عن الاميركي ـ اللبناني الاصل عامر إلياس الفاخوري.
وغرد النائب اللواء جميل السيد امس قائلا: اتمنى ان يكون الافراج عن فاخوري قد تم بصفقة لصالح لبنان، اما اذا ببلاش فيجب ان تتدحرج رؤوس.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط علق على اطلاق سراح الفاخوري مغردا عبر تويتر بالقول: في اوج الازمة الصحية والاقتصادية، محامي الشيطان في مركز القرار والمزدوج الولاءات وجد الفتوى المناسبة للافراج عن العميل فاخوري، انها جرعة سم للرئاسة.
يذكر ان اتصالين بالشكر وردا الى شخصيتين لبنانيتين لعبتا الدور الاساسي في اصدار مثل هذا الحكم.
لكن الشكر الاميركي انقلب الى نقمة شعبية من جانب ذوي الموقوفين الاسلاميين بلا محاكمة في سجن رومية في طرابلس وصيدا، والذين اقتحموا دار الفتوى في طرابلس بينما اتخذت اجراءات استباقية حول دار الفتوى في بيروت.
وكان الموقوفون في سجن رومية المركزي اضرموا النار بأمتعتهم، وعمد بعضهم الى تشطيب اجساد بعضهم الآخر بشفرات الحلاقة معلنين الاضراب عن الطعام احتجاجا على عدم العفو عنهم او محاكمتهم سريعا على الاقل، وقد واجهتهم قوى الامن بالرصاص المطاطي.
في هذا السياق، قال المكتب السياسي لحزب الكتائب ان هوية صاحب القرار في لبنان باتت معروفة للجميع، وان البلاد لن تستقيم والدولة لن تقوم ما لم تستعد السلطة سيادتها على قرارها واراضيها دون انتظار الاذن والسماح من اي طرف.
على صعيد الاوضاع الصحية، وصف وزير الصحة د.حمد حسن الاسبوعين المقبلين بأنهما الاخطر كورونيا، مشيرا في مؤتمر صحافي الى ارتفاع عدد الاصابات الى 120، مؤكدا ان 80% من الذين تأكدت اصابتهم بالكورونا لا يعانون من اعراض، وان الوزارة جاهدة لاحتواء الوباء، والامر يستوجب التزام المواطنين بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة وعلى رأسها التزام البيوت.
وعن الدفعة الاخيرة من الاصابات المسجلة يوم الاثنين، قال حسن: هناك 11 حالة، 5 في مستشفى رفيق الحريري الحكومي و4 في مستشفى اوتيل ديو واثنتان في الجامعة الاميركية، كاشفا عن شفاء حالتين.
وكشفت مصادر مطلعة عن الاشتباه بإصابة زوجة احد المستخدمين في السراي الحكومي من التابعية البنغالية، وخضعت للفحوصات الكورونية بانتظار النتيجة، كما اعلن عن اصابة 11 راهبا في ديري بكفيا وبيروت.
الوزير السابق ابراهيم شمس الدين اكد اصابة نجله خليل بالفيروس، وقال عبر تويتر انه في عناية مستشفى رفيق الحريري الحكومي، ادعو له ولكل المصابين بالعافية، واضاف: انا شخصيا باشرت حجرا ذاتيا منزليا وكذلك سيفعل بعض عائلتي ممن هم في المنزل، وارجو ان يسامحوني لأنني اضطررت الى احتضان ابني خليل، كي اعتني به وانا احبه.
في هذه الاثناء، يبلغ اغلاق المعابر ذروته نهاية هذا النهار وتحديدا منتصف ليل الاربعاء ـ الخميس، حيث يجري تعليق كل الرحلات عبر مطار رفيق الحريري الدولي وكل المعابر البرية والبحرية باستثناء الحالات الخاصة التي حددتها الحكومة.
على الصعيد المصرفي، تراجعت جمعية المصارف عن قرار الاقفال التام حتى 29 الجاري بعد اجتماع وفد منها بوزير المال غازي وزني الذي اعتبر القرار اخبارا للنيابة العامة وتم الاتفاق على فتح «بعض الافرع» ابتداء من الغد لتلبية حاجات الناس.