يكمن جمالنا في عدم كمالنا! وجمال رحلة العمر يتجلى في محاولاتنا لإبراز أجمل ما فينا وملء نقص نظن أن باكتماله سعادة لنا. حتى إن أجمل وأكثر أيامك سعادة، يمر ويأخذ من عمرك يوما! فكمال يومك نقصان في عمرك وهذا هو السر الجميل! سهل ممتنع.
نختلف باختلاف تعاملنا مع ما ينقصنا، فمنا من يحتوي النقص ويبدع في إبراز نقاط القوة معززا، ومنا من يقبل التحدي ليكمل النقص، فتكتمل مرحلة لتأخذه إلى مرحلة أخرى. تحد يخلق تحديا آخر ليعطي الحياة معنى ونكهة.
وأهم ما في الموضوع هو: الموازنة والاحتواء. توازن بين الاستمتاع بنقاط قوتك وتعززها من دون غفلة عما ينقصك، وتحتوي نقصك وتداريه من دون غفلة عما يميزك، وتذكر: قد يكون مالا تحبه فيك، أجمل ما يجذب القلوب لك! وهذا سحر البشر. فالجمال في عين الرائي، وأنت جميل بكينونتك المميزة الفريدة. جميل في عينيك أنت!
وأجمل ما في الأمر أنها رحلتك أنت، طريقك أنت، تحديك أنت! فلن يحتويك إلا من أحبك بصدق، وتقبلك بكل ما فيك بحب غير مشروط، فلا أحد سيفهم مشاعرك وخبايا القلب والروح فلكل منا رحلته ولكل دربه والكل سيدفع ثمن دروسه كندبات تتركها التجارب على القلب والروح وحتى الملامح!
تقبل جمالك الفريد واحتو نفسك، عاملها بأدب وحب وأناقة ورقي، تحداها بدون قسوة ودللها بدون اتباع الهوى، ووازن بين جمال مزاياك ونقصك المحفز لرحلة اكتمالك وليس كمالك! اجعل من نقصك حافزا يثري فيك جمالك، ولا تخجل من ندبات تركتها تجاربك عليك، فهناك جمال آسر وخفي لتلك الندوب التي صنعتك وأبدعتك، فمعها وبها أنت أجمل وأقرب إلى قلوب تبتغيك، ففي كثير من الأحيان، يكون الكمال عائقا أمام عفوية من أمامك وتلقائيته، فمن منا يرغب أن يكون كاملا دوما وأمام الكل وفي كل الأمكنة!؟
وخلاصة الحكاية: كمالك يكمن في عدم كمالك، ونقصك محفز لاكتمالك.
[email protected]
www.growtogether.online