محترفة تطوير أفراد وشركات ومدربة تطوير حياة وأعمال.
قد أكون مخطئة وقد أكون على صواب، كلنا كذلك! تعلمتها درسا ممن سبقونا في رحلة الحياة: رأيي ورأيك يحتملان الصواب والخطأ. لذلك، أنا متمسكة برأيي ومنفتحة على رأي الآخر، الذي قد يتفق معي أو يخالفني أو ينقلني لتجربة جديد يؤكد في مبادئي أو يغيرها للأفضل! وهذه هي رحلة النضج التي ارتضيتها لنفسي.
في رأيي الخاص، أحد أسباب ما نحن فيه من فقدان للهوية وغربة الأخلاق والمشاعر والمبادئ، هو ابتعادنا عن الفطرة السليمة! بغض النظر عن الأديان، التى أؤمن بأنها تتفق في أساسها الداعي للتقبل والتفهم والحب والعطاء، وبغض النظر عن اختلاف الأعراق، التي أقر بأن اختلافنا لتعارفنا وأن الإنسانية هي ما يجمعنا، وبالرغم من اختلاف الأجناس، التي يتفق أساسها وتتكامل أدوارها، هناك فطرة إنسانية جميلة بسيطة تجمعنا، فالأصل في الإنسان البراءة والأصل في الكون الإباحة!
لماذا أقول ذلك! أقوله بسبب ما نحن فيه من غرابة: بالأمس، كان المشهور هو العالم، والفنان والرياضي وغيره من الفنون أو المجالات، أما الآن، فهناك مشاهير بغير هدف، يقودون جيلا كاملا بما يروجونه من أفكار ومتع من دون محتوى، والأغرب أن لهم داعمين ولهم أتباعا بل أنهم عاشوا وهما نحن من سمحنا لهم بصناعته ليطلقوا على أنفسهم: مؤثرين!
تخلع حجابها وهي أصلا غير محجبة، وتطلق خبرا يثير الشفقة عليها معلنة حياتها للعلن، غير مدركة أنها ستقود جيلا خلفها ليفقد هويته كما فقدتها هي! من أنت يا عزيزتي وماذا قدمت؟ ما هويتك وتوجهك؟
يخلع رجولته خلفه، ليظهر عائلته وزوجته وأطفاله بكل تفاصيل حياتهم ضاربين عرض الحائط بقيم الرقي والجمال والخصوصية مروجين لطعام غير صحي، عقاقير عليها اللغط، نمط حياتي مرتكز على المتع الحسية والثراء الفاحش الذي عجز عن إجابة سؤال بسيط: من أين لك هذا؟
لا دخل لي في حياتك ومسيرتك واختياراتك، فلك دين ولي دين، ولي حرية اتباعك من عدمه، لكنني عجزت عن فهم كيف سمحنا لأنفسنا بإعطاء المساحة لتلك المخلوقات الهلامية وشجعناها وأطلقناها في سماء لا يستحقونها: قل لي، ماذا يقدمون لك؟ماذا أضافوا غير ضياع الوقت؟ أنت تضيع وقتك في اتباع حياتهم غير الواقعية والتافهة ليحققوا هم الثروة وتعيش أنت الوهم! لم نعد نفخر بالطبيب والمدرس والمهندس وصاحب المهنة الشريفة العفيفة الذي يخرج من تحت يديه أبناء مسلحون بالأخلاق قبل أي شيء. لم نعد نفخر بالفنان والرياضي والكاتب والمبدع ومصمم الأزياء، بل نفخر بالكسب السريع، وعرض الأجساد والأعراض، وانتهاك الخصوصية وفساد الذوق والأخلاق، فأصبح الخنزير خروفا!
شيء يدعو للغرابة، لكنه يدعو أيضا لأخذ وقفة ومراجعة الذات والقيم لأخذ موقف من هؤلاء المنتشرين كالسرطان ناهشين أجمل ما فينا. ببساطة: لا تضيع حياتك في مراقبة حياة الآخرين الذين يحققون أحلامهم على أساس ضياع أجمل ما فيك: أخلاقك، قيمك، وقتك ومالك.
www.growtogether.online
rulasammur@