تابعت احتفالية تحدي القراءة العربي، وشغف قلبي حبا برقي ماجدة وكلمات أغنيتها الرائعة، وصور أطفالنا الذين تسابقوا للاشتراك بهذا التحدي الجميل من كل أرجاء هذا الوطن الجميل. ابتسامتي رافقتها دموع على هذا الوطن الجميل الذي ما عدت أعرف عدد دوله من انقسامات وما عدت أعرف له فصولا غير ربيع عربي لم نشهده لهذه اللحظة!
خنقتني العبرة وأنا أرى أطفالنا في المخيمات، يعملون ويجتهدون ويقرؤون وهم يعيشون في ظروف قاهرة كلاجئين يتمنون العودة إلى دفئ سريرهم وإلى حيهم وجيرانهم وأصدقائهم وهم لا يعلمون أن اللاجئ لا يعود وليشهد التاريخ على ذلك!
كل جميل مستهدف! وهكذا استهدفوا أجمل ما فينا: أطفالنا، أخلاقنا، جمال دفئنا العائلي وتماسكنا. استهدفوا شبابنا الحالي الغارق في متع الحياة تارة أو في طاحونة الرزق من ناحية أخرى! وهذه أقوى أسلحة السيطرة على الشعوب: أصبحت شعوبنا تلهث في طاحونة الرزق بعدما عزت علينا أبسط مقومات الحياة وأصبحت بلداننا، رغم ثرائها، الأفقر والأكثر تأخرا ورجعية!
تابعت الاحتفالية وقلبي ينبض بقوة، ما مصير هؤلاء الأطفال بعد حين من الدهر! هل سيذكرون جذورهم وأخلاقهم ومنبتهم وقضيتهم وعروبتهم، أم ستلفظهم أوطانهم لأنه لا مكان للمبدع والمفكر والحر في أوطاننا! بعدما كانت القاهرة تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ!
هل سيحتفظون بهويتهم مع تقبلهم للآخر أم سينسلخون عن جمالات أصولهم ليدفعوا ثمن تقبل الآخر لهم هويتهم!
لست متشائمة، بل كنت أتمنى أن يعيش أطفالنا طفولتهم لا يحملون هما يعجز الرجال الأشداء عن حمله ليفقدوا طفولة لا تليق إلا بهم!
وأخيرا سأتركك مع أجمل كلمات أغنية الاحتفالية: الأرض ستبقى عربية، فكان وسيبقى الفن لغة تعبر كل الحواجز تحمل أحلام هذه الشعوب العربية بغد أفضل.
[email protected]
@rulasammur