بدأت ليبيا مرحلة انتقالية جديدة امس غداة انتخاب سلطة تنفيذية موحدة ومؤقتة يتعين عليها تشكيل حكومة والتحضير للانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في ديسمبر وإنهاء عقد من الفوضى.
وسيحاول 4 قادة جدد من المناطق الثلاث في ليبيا إعادة توحيد مؤسسات بلد يعاني انقسامات مع وجود سلطتين متنافستين في غرب البلاد وشرقها.
وتم الترحيب بهذه الانتخابات في كل أنحاء العالم، في نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «أعتقد أن ذلك يمثل اختراقا»، مضيفا انها «أخبار جيدة جدا في بحثنا عن السلام» بعد اتفاق لوقف إطلاق النار.
وانضمت حكومات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا إلى الولايات المتحدة في الترحيب بالحكومة الانتقالية الليبية الجديدة، لكنها مع ذلك حذرت من أن الطريق «لا يزال طويلا».
وأعرب السياسيون في ليبيا عن ترحيبهم بتشكيل المجلس الرئاسي الجديد واختيار رئيس حكومة الوحدة الوطنية لبلادهم.
وأبدى رئيس مجلس النواب الليبي في طبرق والمرشح السابق لرئاسة المجلس الرئاسي «عقيلة صالح» ترحيبه بنتيجة الانتخابات، مبديا أمله في أن تنجح السلطة التنفيذية فيما أوكل لها من مهام.
وفي ردهات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بطرابلس، بارك رئيس المجلس «فائز السراج» نجاح ملتقى الحوار السياسي في الوصول لاختيار سلطة تنفيذية، وتقدم عبر بيان أصدره بالتهنئة لمن اختيروا لتولي المسؤوليات في المجلس والحكومة.
بدوره، أعلن المجلس الأعلى للدولة عن ترحيبه باختيار السلطة التنفيذية، مشددا على ضرورة وأهمية أن تضع أمام أعينها إجراء الانتخابات في موعدها.
وانتخب م.عبدالحميد محمد دبيبة (61 عاما) امس الأول رئيسا للوزراء للفترة الانتقالية في ليبيا، وذلك من جانب المشاركين في الحوار الذي أطلق في نوفمبر بين الأفرقاء الليبيين في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، وحصدت قائمة عبدالحميد دبيبة 39 صوتا من أصل 73.
وسيكون أمام هذا المهندس المتحدر من مصراتة 21 يوما كحد أقصى لتشكيل حكومته.
وبعد ذلك سيكون أمامه 21 يوما آخر لنيل ثقة البرلمان، أي بحلول 19 مارس على أبعد تقدير.
وبهذه الانتخابات، طويت صفحة مرحلة انتقالية مع اتفاق الصخيرات في المغرب الموقع عام 2015 برعاية الأمم المتحدة والذي أفضى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني (مقرها طرابلس) برئاسة فايز السراج.
لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد، كما تم تعيين مجلس رئاسي موقت يضم 3 أعضاء.
وفاز محمد يونس المنفي برئاسة المجلس الرئاسي، وللمنفي نائبان هما موسى الكوني، المنتمي إلى الطوارق، وعبدالله حسين اللافي الذي يشغل عضوية مجلس النواب عن مدينة الزاوية (غرب).
ورئيس الوزراء الجديد بعيد كل البعد عن الإجماع خصوصا أنه شغل مناصب مهمة في ظل نظام معمر القذافي.
كذلك، كان قريبه علي دبيبة، وهو أيضا رجل أعمال ناجح، رهن تحقيقات في ليبيا وأماكن أخرى بتهمة الاختلاس. وهو كان مشاركا في المنتدى الذي صوت للسلطة التنفيذية الجديدة امس الأول.