الشغف، ذلك الشعور الجميل القوي الذي يثير أجمل كوامنك ويحرضها لتنطلق نحو هدفك وما خلقت لأجله! ذلك المارد الداخلي الذي يدفعك بقوة لما يليق بك.
إلا أنه، وبالرغم من قوته، فقد يتعرض شغفك للضعف وقد تمر بأوقات تذبل فيها قوة ذلك المارد الخارق بداخلك، فما عادت كثير من الأمور تثيرك، وما عادت الأهداف تداعب طموحك، ويبدأ، الشعور بأفول نجمك وحماسك، بالتسلل لقلبك وعقلك هامسا لك: لا شيء يهم، لا شيء يستحق، وماذا بعد؟!
هنا يأتي السؤال: ماذا أفعل لأعيد شعلتي وحماسي؟ كيف لي أن ألاقي نفسي مرة أخرى؟ كيف أعيد لماردي (شغفي) قوته التي قادتني دوما لما حققت؟ كم من الزمن أعطي نفسي أن تعيش السكون والركود، والتراجع تارة، لأنطلق مرة أخرى كالسهم؟ أسئلة كثيرة نلخص الإجابة عنها في النقاط التالية:
1- فكر في وضعك الحالي: قيم كل جوانب حياتك المهنية، الاجتماعية، الصحية، المتعة والمرح، المالية...إلخ، وحدد الأشياء التي تدفعك لأخذ القرار بناء على ما ترغب فيه فعلا وليس ما ينبغي عليك فعله. حدد ما تريده وترتضيه أنت وليس شرطا أن يرضي الجموع.
2- تعرف على قيمك ومبادئك: إذا بدأت تلاحظ أنك تؤجل بعض القرارات على غير عادتك وأن قلبك مثقل وأن الحزن بدأ يملأ سماءك، فتأكد أنك لا تسير وفقا لمبادئك ومعتقداتك، هنا وجب عليك مراجعة ما تقوم به وتغيير المسار لتشعل شمعة روحك من جديد.
3- تعرف على ذاتك: فكر في الأوقات التي شعرت فيها بسعادة بالغة، ما الذي كنت تقوم به؟ من الأشخاص الذين كنت بصحبتهم، كيف لك أن تسترجع ذاك الشعور؟ ما الذي يثير فيك شعور الامتنان والحب؟ لم ملكت القرار لتغيير شيء في حياتك، ماذا سيكون هذا الشيء؟ ولماذا؟
4- في إجاباتك السابقة، ابحث عن الأنماط المتكررة، مثال: ما يثيرك ويشعل حماسك هو قدرتك على مساعدة الغير، الإبداع، الاستقلالية، الأمان، التحديات...إلخ، الأنماط المتكررة هي أضواء مسلطة على قيمك وما يثيرك لتعود إليه.
5- فكر في الأشياء التي تحبها وتأكد من إدخالها في نمط حياتك: ما الشيء الذي تنسى معه كل الوقت والضغوط؟ ما الشيء الذي ستسعد بفعله من غير أجر؟ إن بقي يوم في حياتك فكيف ستقضيه؟
6- فكر بأحلامك: هل نسيت أحلامك؟ ما الحلم الذي يراودك كثيرا؟ ما الشيء الذي تحب التحدث عنه؟ ما الهدف الذي تنازلت عنه خوفا من الفشل؟
إجابات الأسئلة السابقة ستنير دربك مرة أخرى لتشعل شعلتك من جديد.
كن بخير فكل أمرك خير.
[email protected]
rulasammur@